ونبارك لكم الاحتفال باليوم العالمي الخمسين للاتصالات ومجتمع المعلومات تحت عنوان"سد الفجوة التقييسية" ، ونحن في اليمن نمر بأكبر كارثة إنسانية ومجتمعية يشهدها العالم جراء الحرب والحصار الدائر على اليمن منذ أكثر من أربع أعوام، وقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في بلدنا اليمن يرزح تحت سطوة تلك الحرب الظالمة والحصار الجائر التي استهدفت البنية التحتية وعطلت ودمرت جميع مصادر ومقومات التنمية المستدامة بما فيها جميع مؤسسات وخدمات الاتصالات والمعلومات ونتج عنه الإضرار باليمن أرضاً وإنساناً .
السادة الأعزاء / لقد شنت حرب عسكرية واقتصادية واسعة وهمجية على اليمن شملت جميع نواحي الحياة واتسعت أضرارها الكارثية على المدنيين والمجتمع اليمني بما فيها منشآت ومؤسسات وشركات الاتصالات اليمنية من خلال :
- الاستهداف العسكري والقصف بالطيران لمنشآتها ومحطاتها المدنية.
- فرض حصار وحضر خانق يمنع دخول جميع تجهيزات ومعدات الاتصالات ذات الاستخدام المدني مما تسبب بإعاقة أي عمليات صيانة أوإعادة لما تم تدميره، وتوقفت خدمات الاتصالات عن سكان بعض المحافظات .
- قيام بعض الأحزاب والأشخاص الذين هم طرف في الصراع والحرب بتنفيذ إجراءات وممارسات عشوائية وتدميرية ضد شركات ومؤسسات الاتصالات في اليمن ومحاولة تقسيمها واستخدامها كورقة من أوراق الصراع والحرب الدائرة وبمساندة بعض الدول المشاركة في الحرب .
واتخاذ العديد من الإجراءات التعسفية التي سيكون لها أثر مدمر على الحياة اليومية للمواطنين كونها ستقود إلى حرمان أكثر من 27 مليون مدني في اليمن من حق الحصول على خدمات الاتصالات والإنترنت الأساسية ، ما سيعمل على خلق مأساة إضافية إلى المعاناة اليومية التي يعيشها ملايين اليمنيين ويعتمدون فيها على أدنى مستويات التواصل للحصول على المساعدات الإغاثية والوصول لآلاف الجرحى والمرضى والمصابين التي تعتمد أساساً على خدمات التواصل والاتصال ، إضافة إلى تأثر الجوانب التعليمية والإنسانية وما تبقى من الحركة التجارية التي بالكاد يرتكز عليها اليمنيين في تسيير شؤون حياتهم.
السيد هولين / السادة الأعضاء
إن الجمهورية اليمنية التي أعلنت انضمامها للاتحاد الدولي للاتصالات في العام 1931م في الترتيب (34) بين دول الأعضاء ، تؤكد لكم ضرورة بقاء مؤسسات وشركات الاتصالات تعمل بمهنية وحياد بعيداً عن استخدامها في الحرب والصراع، وبما يحافظ على بقاء خدمات الاتصالات والإنترنت ويضمن وصولها لجميع أبناء اليمن في مختلف المدن والمحافظات، وهو الالتزام الذي نحاول الحفاظ عليه كمسار واضح يلمسه كل اليمنيين ، وهو المسار الذي يستوجب على المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة بما فيها الاتحاد الدولي للاتصالات العمل على تحييد قطاع الاتصالات والضغط على جميع الأطراف في ذلك ومنع استهداف خدمات الاتصالات أو استخدامها كورقة في الحرب والصراع.
وإن استمرار استهداف البنية التحتية ومنع دخول تجهيزات الاتصالات والتسبب في توقف مؤسساتها عبر أعمال ومشاريع تدميرية و ومستحدثة في ظل الحرب والصراع هو عمل يتنافى مع القيم الإنسانية ويستدعي التصدي لها والعمل الفوري على إيقافها باعتبارها ممارسات عدائية تنتهك الحقوق وتمس أساسيات الحياة التي تكفلها القوانين الدولية ومواثيق حقوق الإنسان ، لما لها من انعكاسات كارثية على جميع أبناء المجتمع اليمني وحقوقهم وحياتهم.
السيد هولين / السادة الأعضاء
في ضوء الاستعراض أعلاه ، وبالنظر إلى ما جاء في القرار 123 (المراجع في دبي ، 2018) سد الفجوة التقييسية بين البلدان النامية والبلدان المتقدمة وما نص عليه من مساندة للبلدان النامية ، ومن خلال فعالية الاحتفال المقامة بمقر الاتحاد الدولي للاتصالات ، وعملاً بالأهداف التي وردت في دستور الاتحاد الدولي للاتصالات ، فإن وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بالجمهورية اليمنية تطالب بالآتي :
1ـ سرعة التدخل والعمل الجاد على إيقاف كل أشكال الحرب والتدمير التي تستهدف خدمات الاتصالات والتأثير على البنية التحتية لمؤسساتها وشركاتها ، وإلزام كل الأطراف بتحييدها ووقف كل الإجراءات الاحادية من جميع الأطراف.
2- فك الحصار وفتح المنافذ البرية والبحرية والجوية أمام دخول تجهيزات ومعدات الاتصالات ذات الاستخدام المدني، ووقف حظر دخولها الى اليمن .
3ـ قيام الأمم المتحدة والاتحاد الدولي للاتصالات والدول الأعضاء بمسؤولياتهم الانسانية والقانونية في رعاية وحماية مؤسسات وشركات وخدمات الاتصالات في اليمن ، وعدم الانجرار في شرعنة أي إجراءات أحادية وعبثية لتدمير خدمات الاتصالات لطرف من أطراف الصراع .
4- قيام الأمم المتحدة والاتحاد الدولي للاتصالات والدول الأعضاء والمنظمات والشركات والهيئات الدولية بدعم وتبني إعادة تشغيل وتوصيل خدمات الاتصالات التي تسببت الحرب بتوقفها في اليمن وبما يسهم في التخفيف من معاناة الشعب اليمني.
وعليـــه :
يأمل ملايين المدنيين في اليمن تناولكم قضية الحرب في اليمن وما خلفته من توقف وتدمير خدمات الاتصالات كواحدة من أهم القضايا التي يقف عندها مؤتمركم ، وأن يمثل احتفالكم هذا العام باليوم العالمي للاتصالات، نقطة فارقة لإيقاف ما تتعرض له البنية التحتية للاتصالات من تدمير واستهداف عسكري واقتصادي ، عبر اتخاذ موقف مسؤول وعمل جاد يجبر كل الأطراف بتحييد خدمات الاتصالات والإنترنت من كل أشكال الاستهداف العسكري والاقتصادي ، لما فيه مصلحة الشعب اليمني ، وترجمة عملية لدستور الاتحاد الدولي للاتصالات.
كما أن جميع شركات ومؤسسات الاتصالات اليمنية وموظفوها يعربون لكم عن أملهم الكبير في قيام الاتحاد الدولي للاتصالات وكذلك بقية أعضاء الاتحاد بواجباتهم ومسؤولياتهم الانسانية والعملية لوقف تدمير الاتصالات اليمنية واستهدافها بالحرب والحصار ووسائل التدمير الأخرى ، لتأتي الذكرى الواحد والخمسين وقد تم وقف الحرب في اليمن وبدانا في مسار التعافي من آثار الحرب للعمل سوياً في إعادة بناء وتطوير خدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في اليمن وبما يسهم في سد الفجوة الرقمية بين المجتمع اليمني وبقية المجتمعات العالمية.
وتقبلوا خالص التحية ،،،
م/مســـــفر عبـدالله النمـــــير
وزير الاتصالات وتقنية المعلومات